في مشهد يقطر وجعاً، ودّع الأستاذ الجامعي كاظم العلي، طالبة الماجستير التي كان يشرف على رسالتها، بعد أن قضت مع شقيقاتها في الحريق المروّع الذي اندلع داخل "هايبرماركت الكورنيش" في الكوت.
قبل وفاتها بيوم واحد فقط، أرسلت الطالبة رغد نسخة حديثة من رسالتها إلى أستاذها، مرفقة بإهداء لكتاب من تأليف الشاعر كاظم جهاد، وسألته إن كان لا يزال غاضباً لتأخرها في تسليم العمل ، لم تكن تعلم أن ذلك السؤال سيكون آخر ما تكتبه له.
كتب العلي في منشور مؤثر هزّ مشاعر المتابعين "عودي رغد، ما عدت زعلاناً ،حزني عليك عظيم يا رغد."
الرسالة لم تكتمل، والموعد لم يتحقق، لكن الحزن خلّدها، لتتحول رغد من باحثة على أبواب التخرّج إلى ذكرى موجعة في ذاكرة أستاذها وجدران جامعتها.