العراق ولعنة الاقتصاد الريعي: النفط وأثره على التنمية الاقتصادية والاجتماعية
بغداد/ خاص (وكالة بغداد الإخبارية)- غلط.. غلط.. غلط! لسنا شريانًا يضُخ النفط للعالم فقط، نحن شعبٌ كان مهداً للحضارة، عربياً لو توحد، سوف يحتل الصدارة.
هذه الكلمات كانت رسالة توحيد وعزّ للعراق، معبرة عن تنوع خيراته الاقتصادية والحضارية. لكن اليوم، يستعيد العراقيون هذا الشعار، ليقولوا: “نحن نعيش مفهومًا معكوسًا لهذه الكلمات”، حيث بات العراق فعلياً شريان النفط العالمي فقط، وسط إهمال باقي قطاعاته الاقتصادية من زراعة وسياحة وصناعة.
رغم أن العراق هو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، إلا أن هذا لم ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين. يعاني العراق من معدلات مرتفعة من البطالة والفقر، وكأن الثروة النفطية أصبحت سلاحًا ذو حدين، غير موّجهة بشكل فعال نحو التنمية المستدامة وبناء اقتصاد متنوع يخدم مصالح العراقيين.
وليس هذا فحسب، بل إن اعتماد العراق على النفط ألقى بظلاله على تاريخه السياسي، حيث استخدم النفط كأداة للضغط من قبل القوى الخارجية. ولو لم يكن النفط موجودًا، لربما كانت العلاقات العراقية أكثر توازناً مع دول الجوار والعالم، بعيدًا عن التدخلات والصراعات.
أما على الصعيد الاجتماعي، فإن التركيز على النفط وحده أدى إلى استفادة فئة ضئيلة، في حين عانت الأغلبية من التهميش والفقر، مما وسع الفجوة بين المناطق الغنية والفقيرة. وأدى ذلك إلى فقدان الثقة بالحكومة والمؤسسات، وتزايد الهجرة بحثاً عن حياة أفضل.
ومن هنا فقد المواطنون الثقة في الحكومة ومؤسساتها وهذا ما دفع الفرد العراقي إلى الهجرة إلى الدول الغنية بحثاً عن فرص عمل أفضل، كما ان الفقر والبطالة ساهمت بشكل فاعل بانتشار الجرائم و المخدرات.
هل سيشهد العراق يوماً اقتصاداً متنوعاً يحقق العدالة والاستقرار؟
#العراق #الاقتصاد_الريعي #النفط #التنمية #الفساد