سوريا: من بشار إلى الشرع… ماذا ينتظر بلاد الياسمين؟
دمشق – خاص – (وكالة بغداد الإخبارية)- أكثر من نصف قرن مضى على حكم حزب البعث في سوريا، حيث عاش الشعب السوري عقوداً من القمع والخوف.
في 8 ديسمبر 2024، تبدل المشهد السوري جذرياً، عندما سقط نظام الرئيس بشار الأسد، وسيطرت هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، المعروف اليوم باسم “أحمد حسين الشرع”، على السلطة. شوارع دمشق اهتزت بالاحتفالات، لكن المشهد الجديد يثير أسئلة أكثر مما يقدم إجابات: هل انتقلت سوريا من طاغية إلى آخر؟ أم أنها على أعتاب حقبة جديدة من النور؟
“أبو محمد الجولاني”، الزعيم السابق لهيئة تحرير الشام، هو اسم لطالما ارتبط بالتصنيف الإرهابي العالمي، لكن الجولاني – واسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع – ظهر بصورة مغايرة بعد سقوط النظام، ابن حي المزة بدمشق، والمتحدر من عائلة لها جذور في مرتفعات الجولان، تحول من مقاتل في القاعدة إلى زعيم مجموعة مسلحة تسيطر اليوم على سوريا.
بدأ الشرع حياته متأثراً بأفكار القومية العربية وحزب البعث، قبل أن يتحول إلى التيار الجهادي. في عام 2003، بعد سقوط نظام صدام حسين، انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة الزرقاوي في العراق، ثم شغل أدواراً قيادية في “دولة العراق الإسلامية”. لاحقاً، أسس فرعاً لدولة العراق والشام في سوريا تحت اسم “جبهة النصرة”.
لكن في عام 2016، فاجأ الجولاني العالم بإعلانه فك الارتباط بتنظيم القاعدة، في محاولة لإعادة تشكيل صورته. ومع سقوط النظام السوري، ظهر الجولاني بمظهر مختلف تماماً، حليق اللحية، مرتدياً الملابس الخضراء، ومعلناً نفسه زعيماً لسوريا الجديدة.
في خطابه أمام حشد من المصلين في الجامع الأموي بدمشق، دعا الشرع إلى “سوريا جديدة” تستوعب الجميع تحت مظلة واحدة. لكن هذا التحول من زعيم مصنف إرهابياً إلى قائد سياسي يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل البلاد. هل سيكون هذا التحول بداية عصر جديد من الاعتدال والحرية؟ أم أن سوريا قد تدخل مرحلة جديدة من القمع والسيطرة؟
سوريا اليوم تقف عند مفترق طرق. من بشار إلى الشرع، التحديات الكبرى التي تواجه بلاد الياسمين ستحدد ما إذا كانت ستخرج من الظلام إلى النور، أم أنها ستغرق في ظلام أشد.
#سوريا #سقوط_النظام #الجولاني #أحمد_حسين_الشرع #هيئة_تحرير_الشام #دمشق #بلاد_الياسمين #سوريا_الجديدة