خاص / بغداد (وكالة بغداد الإخبارية)- مع إعلان فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة، تصاعدت التساؤلات حول سياساته الخارجية المحتملة تجاه الشرق الأوسط، وتحديدًا العراق. وفي ضوء تصريحاته السابقة وبرنامجه الانتخابي، يبدو أن سياسات ترامب قد تحمل تأثيرات واسعة على العراق، لاسيما في ظل التوترات الإقليمية والتحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها البلاد.
ومن خلال مراجعة وعود ترامب الانتخابية وتصريحاته الأخيرة، يظهر أنه يرغب في *تقليص الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط*، مؤكداً على سياسة “أمريكا أولاً”.
وفي خطاباته، دعا ترامب إلى *ضرورة تقليل الإنفاق العسكري خارج الولايات المتحدة وتوجيهه لدعم الاقتصاد الأمريكي*. مثل هذه السياسة قد تعني تخفيض الدعم الأمني واللوجستي للعراق، الأمر الذي قد يضعف القدرات العراقية في مواجهة التهديدات الأمنية المستمرة.
ومع ذلك، يُرجح أن يبقي ترامب على بعض القوات الأمريكية في العراق، ليس لدعم الاستقرار المحلي، بل لحماية المصالح الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالحد من نفوذ إيران وضمان استمرار تدفق النفط.
ولطالما أبدى ترامب اهتمامًا بالسيطرة على الموارد النفطية في الشرق الأوسط. وفي تصريحاته خلال حملته الانتخابية، لمّح إلى *ضرورة استغلال النفط كوسيلة لتعويض التكاليف العسكرية الأمريكية في العراق*. مثل هذه الرؤية تضع العراق أمام تحدٍ خطير، حيث قد تدفع واشنطن نحو اتخاذ خطوات لإحكام سيطرتها على المنشآت النفطية، الأمر الذي يمكن أن يحد من سيادة العراق على موارده الطبيعية.
وفي الوقت ذاته، قد تسعى إدارة ترامب إلى *عقد صفقات نفطية تصب في مصلحة الشركات الأمريكية*، ما قد يؤدي إلى تغيرات في عقود الطاقة وقد يؤثر على قطاع النفط العراقي بشكل كبير.
وتعهد ترامب خلال حملته بمواصلة *الضغوط القصوى على إيران*، الأمر الذي قد يضع العراق في موقف حساس كونه يرتبط مع بعلاقات مع كلا الطرفين. استمرار الضغط على إيران قد يعزز التوترات في المنطقة ويدفع العراق إلى اتخاذ موقف صعب للحفاظ على علاقاته المتوازنة مع الولايات المتحدة وإيران.
ويحذر محللون من أن سياسة ترامب قد *تجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية*، مما يعرضه لمزيد من الضغوط الخارجية.
وفي إطار سياسات ترامب الاقتصادية، من المتوقع أن يستمر في فرض عقوبات اقتصادية مشددة على الدول التي لا تتماشى مع رؤيته ، خاصة إيران. في حال تشديد العقوبات، قد يتأثر الاقتصاد العراقي بسبب اعتماده على التجارة مع إيران، إذ تُعتبر الأخيرة شريكاً مهماً للعراق في قطاعي الطاقة والمواد الغذائية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتأثر العراق بسياسات ترامب الحمائية التي تسعى لدعم الاقتصاد الأمريكي على حساب العلاقات التجارية الخارجية، ما قد يخلق تحديات إضافية أمام الصادرات والواردات العراقية، خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية.
ومن المتوقع أن تستمر إدارة ترامب في سياساتها المتشددة تجاه الهجرة. قد يواجه المواطنون العراقيون المزيد من القيود على الهجرة أو الحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يعقد الأوضاع بالنسبة للطلاب أو اللاجئين العراقيين، ويحد من التبادل الثقافي والتعليمي بين البلدين.
ويرى محللون أن عودة ترامب قد تدفع العراق إلى اتخاذ مواقف أكثر استقلالية في محاولة للحفاظ على سيادته، لكن هذه الخطوة قد تكون محفوفة بالمخاطر، خاصة إذا تم تفسيرها على أنها تقارب مع خصوم الولايات المتحدة في المنطقة.
ويبقى انتخاب ترامب بمثابة مرحلة غير واضحة المعالم بالنسبة للعراق. تتطلب الظروف الحالية تحركًا دبلوماسيًا حكيمًا من قبل الحكومة العراقية لإيجاد توازن يحافظ على مصالحها، مع الحفاظ على سيادتها وحمايتها من التدخلات الأجنبية.
#انتخاب_ترامب #العراق_وأمريكا #النفط_العراقي #ترامب_والشرق_الأوسط #السياسة_الخارجية