تقرير:طيبة عبدالامير
احتضنت العاصمة العراقية بغداد أعمال القمة العربية الـ34، التي مثّلت محطة فارقة في تاريخ العالم العربي، إذ جاءت في ظرف إقليمي ودولي بالغ التعقيد، يعكس حجم التحديات والاختلافات بين الدول العربية، ورغم أن القمة شهدت قرارات حاسمة في مجالات عدة، إلا أن تأثيرها على المدى الطويل ظل محدودًا بسبب غياب آليات تنفيذ فعالة.
مع ذلك، تبقى القمة شاهدًا حيًا على مرحلة مهمة من مسيرة الأمة العربية، تعكس سعي الدول العربية لتعزيز التعاون المشترك، ومواجهة الأزمات الراهنة، وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. إذ إن التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء يبقى السبيل الوحيد لتحقيق تقدم ملموس في القضايا المشتركة وتعزيز التضامن العربي.
أبرز أهداف القمة لهذا العام:
1. تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي العربي:
ركزت القمة على تفعيل مشاريع التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، خاصة في مجالات التجارة، الاستثمار، والطاقة، بهدف تحقيق تنمية مستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطنين في العالم العربي.
2. تطوير الأمن والاستقرار الإقليمي:
ناقشت القمة سبل تعزيز الأمن في المدن العربية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، إضافة إلى دعم التعاون في مجالات الدفاع والأمن السيبراني، لمواجهة التهديدات المتزايدة في الفضاء الرقمي.
3. تعزيز العمل العربي المشترك:
أولت القمة أهمية لتطوير آليات العمل العربي المشترك، لمواجهة التحديات المختلفة التي تعصف بالمنطقة، عبر مواقف موحدة ورؤية استراتيجية مشتركة.
4. مناقشة القضايا الإقليمية والدولية الهامة:
تم بحث أزمات سوريا، ليبيا، واليمن، وتنسيق المواقف العربية تجاه هذه القضايا الحساسة، في مسعى لإيجاد حلول سياسية تعزز الأمن والاستقرار في هذه البلدان.
تحديات وسلبيات محتملة:
ورغم الطموحات الكبيرة، تواجه القمة العربية في بغداد عدة تحديات، أبرزها تباين المواقف بين الدول الأعضاء، الناتج عن اختلاف السياسات والمصالح الوطنية. كما يبقى غياب آليات تنفيذ فعالة عائقًا أمام تحويل القرارات إلى خطوات عملية ملموسة. إضافة إلى ذلك، فإن الأزمات الإقليمية المستمرة في بعض الدول العربية تؤثر سلبًا على فعالية القمة وقدرتها على إحداث تأثير حقيقي.
المواطن العراقي في قلب الاهتمام:
في خضم التحضيرات للقمة، يبقى المواطن العراقي في قلب الاهتمام، حيث تتداخل القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية لتشكل تحديات يومية تمس حياته بشكل مباشر. ومن هنا، تبرز أهمية أن تواكب أعمال القمة تحسينات ملموسة في مستوى المعيشة والخدمات الأساسية داخل العراق، لضمان أن تكون هذه القمة خطوة حقيقية نحو مستقبل أفضل لجميع المواطنين.
تمثل القمة العربية الـ34 في بغداد فرصة مهمة لتعزيز التعاون العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة، لكنها في الوقت ذاته اختبار لقدرة الدول العربية على تجاوز الخلافات وتحقيق إنجازات فعلية تعود بالنفع على شعوب المنطقة.