كتب: المحرر السياسي
في لحظةٍ تستعيد فيها بغداد أنفاسها وسط تعقيدات الداخل وتشابكات الإقليم، تطلُّ التصريحات الأميركية من جديد… لكن هذه المرّة بنبرةٍ تحمل أكثر مما تُعلن، وتُخفي خلف سطورها ما يشبه الوصاية المرفوضة على القرار العراقي.
مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العراق، مارك سافايا، خرج بتغريدةٍ جديدة… لكنها ليست ككلّ ما قبلها.
رسائلٌ مبطّنة تتحدث عن “جماعات مسلحة” و”إضعاف الدولة” و”تهديد المصالح الوطنية”، وكأنّ العراق بحاجة إلى من يُذكّره بأزماته، أو من يلوّح له بطريقٍ واحد لا يحتمل أي اجتهاد أو استقلالية.
سافايا، الذي تزداد تدخلاته وحدّة لغته خلال الأسابيع الأخيرة، عاد ليقدّم وصفته الجاهزة:
استقرار مشروط، وسيادة معلّقة، ومسار سياسي يجب ألّا يخرج عن الإطار المرسوم في واشنطن.
وفي تغريدته، أكد المبعوث الأميركي أن “العراق أثبت خلال السنوات الثلاث الماضية أن الاستقرار ممكن عندما تنتهج الحكومة خطا متوازنا يُبقيها بعيدا عن صراعات المنطقة”.
لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه:
من الذي يدفع العراق نحو هذه الصراعات؟
ومن الذي يتدخل اليوم ليعيد رسم مسار التفاوض على تشكيل الحكومة الجديدة؟
ومع تأكيده أن إدارة ترامب “مستعدة لدعم العراق في مرحلة حرجة”، تبدو الرسالة أوضح من أي وقت مضى:
دعمٌ مشروط… ومرحلةٌ يُراد لها أن تُحاط بظلّ أميركي كثيف، يحاول التأثير على التوازنات السياسية وإعادة تشكيل المشهد قبل استحقاقات قادمة.
إنه زمن التصريحات الثقيلة…
وزمن العراق الذي لا يزال يكتب معادلته الخاصة بين استقلال القرار… وضغط المبعوثين.