كتب : المحرر السياسي
تزداد مؤشرات الحسم داخل الإطار التنسيقي مع دخوله مرحلة مفصلية لاختيار المرشح النهائي لرئاسة الوزراء، وسط تسريبات تؤكد أن اسم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي بات من أبرز الخيارات المطروحة على طاولة النقاش، بعد عملية غربلة واسعة شملت العديد من الأسماء.
مصادر سياسية مطلعة كشفت أن الإطار أنهى عمليًا المرحلة الأولى من التصفية، وقلّص عدد المرشحين إلى قائمة محدودة يجري تدقيقها وفق معايير مهنية وسياسية أكثر صرامة، من بينها سجل الأداء الحكومي السابق، والقدرة على إدارة التوازنات بين مكونات الإطار، إضافة إلى تقييم مدى القبول الشعبي والبرلماني.
وبحسب تلك المصادر، فإن العبادي يحظى بحضور متقدم داخل النقاشات الأخيرة، خصوصاً في ظل رغبة عدد من الأطراف بالذهاب نحو شخصية سبق أن أدارت ملفات حساسة، وتمتلك خبرة في التعامل مع الضغوط الدولية والإقليمية، من دون أن تكون مثار جدل حاد داخل البيئة السياسية الشيعية.
وتشير الأوساط السياسية إلى أن الإطار يسعى هذه المرة إلى تمرير مرشح يحظى بتوافق أوسع، تفاديًا لتجارب سابقة شهدت انقسامًا في اللحظات الأخيرة. كما يجري التركيز على البرنامج الحكومي الأولي لكل اسم، وخاصة الأولويات الخدمية والاقتصادية، ومدى قابلية تنفيذها في الظروف الراهنة.
وفي المقابل، ما يزال اسم رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني مطروحًا داخل بعض دوائر الإطار، لكن تصاعد الحديث عن العبادي يعكس تحوّلًا في المزاج السياسي نحو البحث عن خيار بديل قد يحقق توازناً أدق داخل الكتلة الأكبر.
ويرى مراقبون أن الساعات المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد الاتجاه النهائي، خصوصاً أن الإطار يتعرض لضغوط متزايدة للإعلان عن مرشحه، بينما تلوح في الأفق ملامح توافق أولي قد يدفع بالعبادي إلى صدارة المشهد، في حال نجحت الأطراف المؤثرة في تجاوز خلافاتها.
وفي ظل هذا الحراك المتسارع، يترقّب الشارع العراقي النتائج النهائية للمشاورات، وسط توقعات بأن الإعلان عن اسم رئيس الوزراء الجديد سيكون قريبًا، وأن المرحلة المقبلة ستتطلب شخصية تمتلك خبرة سياسية واضحة وقدرة على إدارة الأزمات المتراكمة.