تُعدّ الانتخابات البرلمانية في العراق واحدة من أهم المحطات السياسية التي تحدد شكل المرحلة المقبلة في البلاد، إذ تمثل بوابة لتجديد الشرعية السياسية وتوزيع موازين القوى داخل مجلس النواب. ومع اقتراب موعدها، تتجه الأنظار إلى طبيعة المنافسة بين الكتل السياسية الكبرى، التي تسعى إلى الحفاظ على مواقعها، والكتل الصاعدة التي تحاول كسر المعادلة التقليدية وفرض حضورها على الساحة.
تواجه العملية الانتخابية تحديات عدة، أبرزها عزوف بعض المواطنين عن المشاركة نتيجة فقدان الثقة بالطبقة السياسية، فضلًا عن التوترات بين القوى التقليدية والقوى الناشئة، مما يجعل نسبة الإقبال موضع مراقبة دقيقة.
وتسعى الكتل الكبرى إلى بناء تحالفات قوية قبل وبعد الانتخابات لضمان القدرة على تشكيل الحكومة، بينما تحاول القوى الصغيرة استثمار الاستياء الشعبي من أجل تعزيز مقاعدها والتأثير في مخرجات المشهد السياسي.
ويرى مراقبون أن نتائج الانتخابات المقبلة لن تقتصر على توزيع المقاعد فحسب، بل ستحدد مستقبل العملية السياسية برمتها، وما إذا كان العراق سيتجه نحو إصلاح حقيقي يلامس هموم المواطن، أو سيبقى أسير الصراعات الحزبية والمحاصصة التقليدية.