يشكّل ملف الجسور واحدًا من أبرز الحلول الإستراتيجية لمعالجة مشكلة الازدحام المروري والاختناقات في المدن العراقية، خصوصًا في العاصمة بغداد. فالزيادة الكبيرة في أعداد المركبات مقارنة بضعف البنية التحتية الطرقية، جعلت من إنشاء وصيانة الجسور أمرًا ملحًا لضمان انسيابية الحركة وتخفيف الضغط على الشوارع الرئيسية.
تعمل وزارة الإعمار والإسكان والبلديات بالتعاون مع الحكومات المحلية على إعداد خطط لإنشاء جسور جديدة في مناطق تشهد كثافة مرورية عالية، فضلًا عن إعادة تأهيل الجسور القديمة لضمان استمرارية الخدمة. وتأتي هذه المشاريع ضمن رؤية أشمل تستهدف فك الاختناقات من خلال إنشاء مجسرات متعددة المستويات، وجسور للمشاة، وتحسين الربط بين جانبي الكرخ والرصافة.
ويرى مختصون أن بناء الجسور لا يكفي وحده لمعالجة الأزمة، بل يجب أن يترافق مع تنظيم مروري محكم، وتطوير شبكة النقل العام، وتحديد أوقات الذروة ببرامج ذكية لإدارة السير. كما يشددون على ضرورة الإسراع في إنجاز المشاريع المتوقفة، وتخصيص موازنات كافية لتنفيذها بما يتناسب مع حاجة المواطنين.
إن التوسع في مشاريع الجسور يمثل خطوة أساسية نحو مدينة أكثر تنظيمًا، ويعزز من انسيابية التنقل، ويدعم النشاط الاقتصادي والاجتماعي، ويخفف الأعباء اليومية عن كاهل المواطن.