بغداد: محمد الوائلي
ضجيج إعلامي غير مسبوق، وتبادلٌ للتهم بين هذا وذاك، وتحريك للشارع من خلال تحليلات بعض القنوات التي لم تتريّث ولو لحظة في نشر مثل هذه الأخبار، والتي قد تُورث مستقبلاً أفعال لم تكن في الحسبان.
الدكتورة بان زياد، لو لم تكوني منتحرة لتمنيتُ أن تكوني مقتولة، نعم فجريمة القتل فيها جانٍ يُقدَّم للقضاء وينال جزاءه العادل بالقصاص، وتنتهي القصة بقاتلٍ ومقتولٍ وحكمٍ عادل.
لكن، وبعد كشف ملابسات الواقعة، تبيّن للأسف أن الدكتورة الأخصائية النفسية قد انتحرت.
وأؤكد هنا على كلمة "أخصائية"، لأنها ستكون عند البعض دافعًا لارتكاب مثل هذه الفعلة الشنيعة دون تردّد.
لم يُدرك الإعلام والمجتمع خطورة ما فعلوه بنشر هذا الحدث البشع، الذي يؤذي النفس التي حرّم الله قتلها إلا بالحق. والأسوأ من ذلك هو نشر التبريرات، كادعاء أن السبب ضغوطات العمل،أيّ ضغوطات هذه التي تدفع الإنسان لقتل نفسه؟! من يريد الله حقًا يلتزم بما أمر به، لا بالمعصية.
ومن يريد الله يجب ان يكون قدوة في الالتزام الأخلاقي أمام المجتمع، خصوصًا إذا كان يمارس مهنة إنسانية.
نحن اليوم نعيش في مجتمع يتأثر بأتفه الأمور، وخاصة مع وجود جيوش إلكترونية منزوعـة من الإنسانية، لا نعرف كم شخصًا قد تأثر بالدكتورة بان، ولا نعرف عدد المرضى الذين كانوا يتعالجون عندها.
كيف سنقنع مرضاها أنها كانت مريضة وهم "العقال"؟ كيف سنمنع ترسخ فكرة الانتحار في عقول الضعفاء؟
المجتمع يمر بحالة حرجة، وليس ببعيد أن نسمع خلال أيام عن تكرار حالة مشابهة بسبب مبالغتكم في تناول الموضوع، واهتمامكم غير المبرر الذي وصل حدّ المظاهرات، لم يكن هدفكم الدكتورة، فقد كُشفت أوراقكم، واتضح أنكم تحاولون إلصاق تهمة القتل بجهة معيّنة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات، حتى لو كان ذلك على حساب المجتمع.
تقع على عاتقنا مسؤولية إنسانية عظيمة، وهي يجب أن نُوعّي الناس بضرورة تخطّي هذه المحنة باللجوء إلى الله بعدّة طرق، غير طريق الانتحار، لأنه كفر صريح .