وسط حرارة قاسية تلهب جسد الأرض، وعشرات الآلاف من الأرواح التي تنهمر صوب كربلاء لأداء زيارة الأربعينية، جاء الانهيار المفاجئ لمنظومة الكهرباء ليضيف وزناً ثقيلاً على كاهل العراقيين والزائرين على حد سواء.
على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، تتوالى أصوات الغضب والشكوى، مرارة شعور بالخذلان وسط هذا الظلام الكثيف الذي لا يرحم لا كبار السن، ولا الأطفال، ولا المرضى الذين يحتاجون للرعاية، ولا حتى أبسط مظاهر الحياة اليومية التي باتت تتوقف عند لحظة انقطاع التيار.
لم تصدر أي تصريحات رسمية تشرح أسباب هذا الانهيار الكبير، ولا تحديد واضح للمدة التي سيظل فيها الظلام سائداً، بينما تتصاعد ساعات الانتظار بلا حلول، ويزداد الضغط على الجميع.
هذا الانطفاء المفاجئ لا يعني فقط توقف الأجهزة، بل يشير إلى قصص إنسانية لم تُروَ بعد، لزائر يعاني بين حرارة الصيف، أو جهاز تنفس، أو لطفل يرعبه الظلام المفاجئ.
في وقت يحتاج فيه العراقيون أكثر من أي وقت مضى إلى الدعم والصبر والتضامن، يأتي هذا الانهيار ليذكرنا بأن أزمة الكهرباء ليست مجرد انقطاع طاقة، بل هي ألم يومي يتكرر ويخيم على حياة الملايين.
هل من أمل بأن تسمع الأصوات وتشرق أنوار الكهرباء من جديد قبل أن يغرق العراق في ظلام أعمق؟ السؤال يبقى بلا إجابة واضحة حتى الآن، وسط موجة غضب شعبي متصاعدة لا تهدأ.