بغداد – بغداد الاخبارية
رغم تصدّر العراق قائمة أهم الشركاء التجاريين لتركيا في العديد من القطاعات، إلا أن الثقل الكبير للسوق العراقية لا يزال غير مستثمر بشكل فعّال على الصعيدين السياسي والتجاري،
وبحسب ما أكده الخبير الاقتصادي المهندس منار العبيدي، ووفقا لبيانات التجارة الخارجية لعام 2024، جاء العراق في المرتبة الخامسة بين أكبر مستوردي السلع التركية، حيث بلغت قيمة الواردات العراقية من تركيا نحو 12 مليار دولار، من أصل 237 مليار دولار هي إجمالي صادرات تركيا حول العالم.
ويُعد العراق المستورد الأول لـ14 فئة سلعية تركية، من أبرزها: الأثاث، الخضروات، الأخشاب، مستحضرات الحليب، منتجات المطاحن، مستحضرات التجميل، ومنتجات الألبان واللحوم. كما حلّ ضمن المراتب الثلاثة الأولى في استيراد 28 فئة أخرى، ما يعكس دوراً محورياً للعراق في السوق التصديرية التركية.
وفي تفاصيل أكثر، استحوذ العراق على:
• 65% من صادرات تركيا في قطاع اللحوم
• 33% في منتجات صناعة المطاحن
• 27% في المنتجات المصنعة المتنوعة
ورغم هذه المكانة التجارية، أشار العبيدي إلى أن الميزان التجاري لا يزال يميل بشدة لصالح أنقرة، في ظل غياب استثمارات تركية مباشرة فاعلة داخل العراق، لا سيما في قطاعي النفط والغاز، رغم اعتماد تركيا الكبير عليهما لتلبية احتياجاتها الطاقوية.
ودعا العبيدي إلى إعادة تقييم العلاقة الاقتصادية مع تركيا، بما يضمن للعراق مكاسب سياسية وتجارية عادلة، لافتاً إلى أهمية الضغط لتمويل مشروع “طريق التنمية”، الذي سيعزز ربط تركيا بدول الخليج ويضاعف من حجم التبادل التجاري الإقليمي.
كما شدد على ضرورة تنويع مصادر الاستيراد العراقي لتقليل الاعتمادية على المنتجات التركية، وفتح السوق أمام منافسين إقليميين مثل السعودية والأردن، بما يعزز التوازن التجاري ويقلل من استخدام النفوذ الاقتصادي التركي كورقة ضغط سياسي.
ويُعتبر السوق العراقي من أكبر الأسواق الاستهلاكية في الشرق الأوسط، ما يجعله ساحة استراتيجية لتعزيز التنافسية واستثمار الموقع الجغرافي والاقتصادي لخدمة المصالح الوطنية.
#العراق
#تركيا
#التجارة_الخارجية
#الميزان_التجاري