تشير تقارير تركية إلى إمكانية تشكيل تعاون أمني بين العراق وتركيا وسوريا لمواجهة الجماعات الإرهابية، وخاصة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وتنظيم داعش، وتأتي هذه التطورات عقب زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بغداد، حيث شدد على ضرورة تنسيق الجهود الإقليمية لمكافحة التهديدات الأمنية المشتركة.
و تركيا محاربة حزب العمال الكردستاني على رأس أولوياتها الأمنية، خاصة مع التغيرات الحاصلة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتسعى أنقرة إلى القضاء على وجود وحدات حماية الشعب في الشمال السوري وقطع ارتباطها بحزب العمال الكردستاني في العراق، إلى جانب تأمين حدودها الجنوبية بشكل دائم.
وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية أبدت تحفظًا تجاه العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا، إلا أنها صعّدت لهجتها ضد حزب العمال الكردستاني مؤخرًا وأدرجته ضمن قائمة المنظمات المحظورة ، ورغم ذلك، لا تزال أنقرة تطالب بغداد باتخاذ خطوات أكثر حسمًا، بما في ذلك تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية رسميًا.
ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبقى موقف الولايات المتحدة تجاه سوريا غير واضح، خاصة وأنه سبق أن قلّص الوجود العسكري الأمريكي هناك خلال ولايته الأولى، وهذا الغموض يثير تساؤلات حول مستقبل التوازنات في المنطقة، وسط تزايد تركيز واشنطن على مواجهة النفوذ الصيني في آسيا.
وختامًا، يمثل تحقيق استقرار سوريا وتعزيز وحدة أراضيها فرصة لإعادة تشكيل المشهد الأمني في المنطقة ، وبالنسبة لأنقرة، فإن أي تعاون ثلاثي مع بغداد ودمشق سيكون خطوة حاسمة في القضاء على تهديدات حزب العمال الكردستاني وإغلاق خطوط إمداده الممتدة بين الدول الثلاث.